شفق نيوز/ على بعد 5 كيلومتر جنوبي مدينة خانقين 105كم شمال شرقي ديالى، يطالع مئات القبور التي خلفتها الحرب العالمية الثانية إبان الاحتلال البريطاني للعراق قبل أكثر من 80 عاماً.
الناشط المدني سرور علي الدلوي، أبرز المعنيين والمهتمين بملف مقبرة لمواطنيين وجنود بولنديين وهنود، قضوا بسبب وباء بعد قدومهم إلى العراق برفقة القوات البريطانية في العقد الأربعيني المنصرم.
ويروي الدلوي، تاريخ وحقيقة المقبرة البولندية، لوكالة شفق نيوز، قائلاً "إبان اندلاع الحرب العالمية الثانية وخلال دخول القوات البريطانية للعراق رافقهم مواطنون وعوائل بصفة مرافقين وخدم من جنسيات بولندية وهنود وفي تلك الاثناء انتشر وتفشى وباء الطاعون، ما سبب وفاة مئات الجنود والمواطنين وتعذر نقل رفاتهم إلى بلدانهم بسبب الحروب والاضطرابات العسكرية".
وأوضح أن "عدد المقابر في المقبرة البولندية يبلغ 438 قبراً, 103 لجنسيات هندية، و3 جثث لجنسيات عربية، وهي اكبر مقبرة للبولنديين في العراق، إذ تتواجد مقبرة أخرى للبولنديين في بغداد قرب السفارة التركية".
المقبرة وبسبب الإهمال والتجاوزات من قبل بعض الأهالي على الأسيجة والحدود تعرضت لأضرار واضحة، رغم الزيارات المستمرة للوفود والناشطين والإعلاميين البولنديين للاطلاع على واقعها، بحسب الدلوي.
واعتبر الناشط الدلوي، ملف المقبرة البولندية، تجسيد لمواقف أهالي خانقين بمختلف شرائحهم للتعايش الانساني ودعوات إنصاف المتضررين والمضطهدين كرسالة للحكومة البولندية للتعامل بالمثل مع اللاجئين العراقيين على الحدود البولندية، إلا أن السلطات البولندية تتعامل بعكس المواقف الإنسانية التي أثبتها أهالي خانقين والعراق بشكل عام".
وتابع: "نظمنا وقفات احتجاجية عدة للتعايش الانساني وإنصاف اللاجئين العراقيين وضرورة التعامل الانساني واحتضان المضطهدين والمتضررين من ظروف الحروب والأزمات المعيشية، وهي دعوة لجميع دول العالم لتغليب الجانب الانساني على الاعتبارات السياسية والتمييز العرقي.