شفق نيوز/ ربط الخبير الأمني علي البياتي بين تفجير وادي "زغتيون" في كركوك والذي خلّف أربعة ضحايا وإصابة أربعة آخرين أحدهم ضابط رفيع الرتبة، وبين التصعيد الإسرائيلي في جنوب لبنان والضربة الصاروخية الإيرانية التي استهدفت مساء أمس الثلاثاء أهدافاً في إسرائيل.

وفي وقت سابق اليوم، أفادت خلية الإعلام الأمني بسقوط أربع ضحايا من القوات الأمنية بكمين لتنظيم داعش في كركوك.

وقال الناطق باسم وزارة الداخلية وخلية الإعلام الأمني العميد مقداد ميري، في بيان ورد لوكالة شفق نيوز "بالساعة 1000 من اليوم الأربعاء وأثناء خروج قوة من استخبارات اللواء 42 الفرقة 11 في الجيش لتنفيذ واجب استطلاع وتفتيش في وادي زغيتون ضمن قاطع قيادة عمليات كركوك، تعرضت القوة إلى كمين من قبل عناصر عصابات داعش الإرهابية، مما أدى إلى استشهاد 4 مقاتلين وإصابة 3 آخرين بجروح متوسطة وخفيفة".

تفجير مزدوج

إلا أن مصدر أمني رفيع أكد لوكالة شفق نيوز، إن "حادث اليوم تعتبر خرقاً أمنياً فقد تم استهداف القوة الأولى بعبوة ناسفة واستشهد فيها أربعة نواب ضباط وعند وصول قوة ساندة من استخبارات اللواء 42 الفرقة 11 تم استهدافهم بعبوة ناسفة أيضاً وأصيب أربعة بينهم ضابط برتبة مقدم".

وتابع المصدر "هناك نشاط لعصابات داعش الإرهابية في أطراف كركوك وتقوم القوات الأمنية بعمليات مستمرة للقضاء عليها عبر القصف الجوي أو عمليات مباشرة".

داخل المستشفى

فيما أوضح مصدر طبي في مستشفى كركوك، لوكالة شفق نيوز، أن "الحادث أسفر استشهاد أربعة نواب ضباط وهم (أ، ب، م) و(ع، س، ج) و(م، ك، م) و(م، ع، ز)، جميعهم من سكنة بغداد، وأربعة مصابين وهم ضابط استخبارات اللواء 42 برتبة مقدم من مواليد 1984 أصيب في ساقه اليمنى، والجندي (م، س، ل) مواليد 1995 من سكنة بغداد أصيب بيده اليمنى، والثالث (ح، ع، ح) من مواليد 1994 من سكنة بغداد كذلك أصيب بساقه، والرابع (أ، ع، ع) من مواليد 1994 من سكنة محافظة ميسان مصاب في ساقه وظهره، والجميع حالتهم مستقرة".

ودخلت وكالة شفق نيوز، إلى مستشفى كركوك العام للحصول على معلومات من المصابين إلا أن ضباط اللواء 42 امتنع عن التصريح أو حتى التصوير كونهم لا غير مخولين بالتصريح في هكذا أحداث أمنية.

وادي زغيتون

يقع وادي زغيتون، الذي يمتد من ناحية الرشاد إلى سلسلة جبال حمرين، ويرتبط عبر وادٍ كبير بقضاء داقوق جنوب كركوك. وهذا الوادي يُعرف بوعورة تضاريسه وبأنه "وادي الموت" نظراً للنشاط المكثف للجماعات الإرهابية فيه حيث كانت المنطقة معقلاً لجماعات إرهابية مثل "أنصار السنة" و"النقشبندية" وتنظيم "القاعدة" الذي تحول لاحقاً إلى تنظيم داعش الإرهابي.

ويمتاز وادي زغيتون بوجود مواقع مائية كبيرة، خاصة في فصل الشتاء، ويمتد عبر وديان مغطاة بالحشائش والقصب، بالإضافة إلى سلاسل جبلية تتصل بجبال حمرين، هذه التضاريس الوعرة تجعل منه ملاذاً للمجاميع الإرهابية، حيث يمكنهم الاختباء بعيداً عن أعين ورصد القوات الأمنية. وللتعامل مع هذه التهديدات، تستخدم القوات العراقية طائرات F-16 لتنفيذ ضربات جوية تستهدف أوكار الإرهابيين في تلك المناطق.

واديا الزركة والشاي

ويعتبر وادي الزركة، الذي يربط بين قضاءي داقوق وطوزخورماتو ويمتد إلى منطقة العظيم، معقلاً رئيسياً آخر لتنظيم داعش. ويتميز هذا الوادي بتضاريسه الوعرة وأشجاره الكثيفة، مما يجعل مراقبته صعبة إلا من خلال الطائرات. ويُعد منطقة مائية تربط بين ثلاث محافظات: كركوك، صلاح الدين، وديالى، وهو يُستخدم من قبل الجماعات الإرهابية كملاذات بعيدة عن متناول القوات البرية.

ويقول الشيخ شعلان الجبوري لوكالة شفق نيوز، إن "وادي زغيتون ووادي الشاي في الرشاد وقضاء داقوق (40 كم جنوب كركوك)، ما زالا يشهدان نشاطاً لتنظيم داعش الإرهابي وما حدث اليوم خير دليل على وجود مجاميع إرهابية تابعة لتنظيم داعش لها نشاط وتستهدف القوات الأمنية".

وتابع "القوات الأمنية عليها أن تضرب بيد من حديد للقضاء على هذه المجاميع وخاصة في معاقلها الرئيسية في زغيتون والشاي والزركة وتقع ضمن الشريط الحدودي بين كركوك ومحافظة صلاح الدين".

التصعيد الإسرائيلي

يقول الخبير الأمني علي البياتي لوكالة شفق نيوز، إن "الحرب بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة من جهة، وحزب الله اللبناني مع إسرائيل من جهة أخرى، لها تأثير كبير على المشهد الأمني في العراق كونه جزء من التصعيد الحاصل، وتنظيم داعش يستغل هكذا أزمات ليستهدف القوات الأمنية العراقية وهذا الذي حصل اليوم".

ويشير إلى أن "أطراف كركوك تعتبر واحدة من أكثر المناطق التي تشهد ناشطاً لداعش وهذه المجاميع تنشط في مناطق الرشاد، وادييّ زغيتون والشاي في داقوق، وكذلك في أطراف قضاء الدبس الممتد باتجاه ناحية ألتون كوبري (65 كم شمال غربي كركوك)، وهذه المناطق تعتبر خط تماس بين الجيش العراقي والبيشمركة وهي فراغات أمنية يتحرك فيها داعش ويستهدف القوات الأمنية بين فترة وأخرى".