شفق نيوز/ كشف مسؤولون في ديالى اليوم الثلاثاء، قيام تنظيم داعش بإحياء معسكر"عائشة" عند حدود ديالى وأطراف صلاح الدين، والذي يعد مركزاً لقيادة وادارة العمليات الارهابية، فيما طالب المسؤولون بتكثيف واستمرار عمليات المطاردة والتفتيش والتواجد العسكري الدائم في خاصرة ديالى - صلاح الدين.
وقال مدير ناحية قره تبه (113 كم شمال شرق بعقوبة) المحاذية لجبال حمرين والمناطق الساخنة الممتدة من كركوك الى صلاح الدين وصفي التميمي؛ ان العمليات الامنية فاعلة وجيدة لكنها وقتية تسمح لعناصر وقيادات داعش الفرار إلى أماكن وقرى نائية قبيل العمليات ومن ثم العودة بعد انسحاب القوات الأمنية.
واعتبر التميمي في حديثه لوكالة شفق نيوز؛ أن "العمليات والفعاليات الامنية النوعية والاستباقية مكشوفة لعناصر التنظيم، وكأنهم على علم مسبق بها ما يجعلهم يفرون الى المناطق والقرى النائية البعيدة تاركين خلفهم مضافات وأوكار فارغة من عناصر التنظيم، باستثناء بعض الآليات والمعدات الحربية"، لافتا الى أن "عناصر التنظيم يتبعون حرب (المضافات الفارغة)".
وشدد التميمي على ضرورة ديمومة العمليات الامنية في اخطر خاصرة ارهابية تمتد من حوض حمرين في ديالى وحدود صلاح الدين وصولا الى الحدود المشتركة مع كركوك وشن عمليات تفتيش وتطهير شاملة للقرى والقصبات لاصطياد عناصر وقيادات داعش المتخفية بعناوين مدنيين أو مزارعين.
واتفق آمر لواء نداء ديالى للحشد الشعبي زحام اسماعيل الجبوري مع ما ذهب إليه مدير قره تبه، وأكد الجبوري لوكالة شفق نيوز؛ إن الأجزاء الساخنة الممتدة من تلال حمرين بين ديالى وصلاح الدين والتي تبلغ مساحتها 21 كم2 بحاجة لعمليات شاملة وتواجد أمني لمنع عناصر داعش من اعادة التمركز وتنظيم صفوفهم من جديد.
وأشار آمر لواء نداء ديالى؛ إلى أن "العمليات الامنية والاستباقية حدت من مساع تنظيم داعش للعودة إلى حواضنه وتهديد المناطق والقطعات الأمنية".
وكشف مصدر أمني في الجيش لوكالة شفق نيوز؛ عن قيام عناصر تنظيم داعش باحياء "معسكر عائشة" او ما يسمى بـ"معسكر الموت" بعد ضبط اسلحة وعبوات ومواد حربية ولوجستية، ما يؤكد مساعي التنظيم لشن هجمات مباغتة ونوعية في المناطق الساخنة في حوض حمرين ونقاط المرابطة في الوحدات الادارية والقرى المحيطة بها.
واوضح ان الطبيعة الجغرافية الوعرة وامتدادات معسكر عائشة الى تلال حمرين، اعاق تدمير الاوكار والانفاق الخفية لعناصر داعش في المعسكر، إلى جانب صعوبة السيطرة على المناطق المحيطة بالمعسكر والتي تتطلب اعدادا كبيرة من التشكيلات الامنية.
ويقع المعسكر بين حدود ناحيتي العظيم وقره تبه شمالي ديالى، وكان أكبر بؤرة لمسلحي التنظيم على مدى السنوات الماضية، حتى ان مسلحي "القاعدة" كانوا يستخدمونه قبل ذلك.
ورغم أنه يطلق عليه اسم معسكر إلا أنه يتكون في الحقيقة من مجرد مخابئ صغيرة وأنفاق ومخازن للأسلحة والمتفجرات، وكان منطلقاً رئيسياً لشن هجمات داعش في ديالى وكركوك وصلاح الدين قبل أن يتم تدميره عام 2014.
ويبدو أن مسلحي التنظيم يلجأون إلى ملاذهم القديم كلما سنحت لهم الفرصة خلال الأشهر الأخيرة، ومن ثم يختفون مجدداً.
وتشكل الحدود الفاصلة بين ديالى وصلاح وكركوك من أخطر البؤر في تلك المناطق ويطلق عليها اسم "مثلث الموت" نظرا إلى طبيعة الهجمات الدموية التي يشنها التنظيم ضد أهداف مدنية وعسكرية.