شفق نيوز/ كشف مصدر أمني رفيع المستوى في الموصل، يوم الاحد، عن خطة استخبارية ستطبق قريباً بالتزامن مع عودة النازحين الى المدينة، مشيراً إلى "حذر وترقب شديدين" من عودة أفراد تنظيم داعش مع النازحين.
وتعتزم وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، غلق ملف مخيمات النازحين في عموم البلاد نهاية العام الحالي.
وقال المصدر، لوكالة شفق نيوز، إن "خطة أمنية جديدة أعدتها الاجهزة الاستخبارية وجهاز الامن الوطني، سيتم العمل بها خلال الايام القادمة تزامناً مع عودة العديد من عوائل عناصر تنظيم داعش الى داخل مدينة الموصل بعد قرار إغلاق المخيمات والعودة القسرية التي فرضت في مطلع الشهر المقبل".
وأوضح المصدر، أن "مكاتب الاستخبارات استدعت جميع اصحاب مكاتب بيع وتأجير العقار وطلبت منهم ابداء المزيد من التعاون مع ضباط الاستخبارات وتوفير جميع المعلومات حول اي منزل يتم بيعه او تأجيره عن طريق مكاتبهم"، مبينا أن "الخطة تقضي بأن لا يسمح لأحد بالسكن إلا بعد اخذ موافقة الاستخبارات".
من جهته قال احد اصحاب مكاتب العقار في الموصل لوكالة شفق نيوز، إنه "حضر اجتماعاً مع احد ضباط الاستخبارات"، مشيراً إلى أنه "لاحظ حذراً شديداً في التعامل مع هذا الموقف".
وبين أن "ضباط الاستخبارات أبلغوا اصحاب المكاتب بأنهم مجبرون على التعامل معهم إذ لا يوجد سند قانوني لمنعهم من التأجير او الشراء طالما لم يكن هناك ادلة على تورط أحد الذين يطلبون السكن بالإرهاب"، موضحاً أن " الاجهزة الامنية تحذر من التواطؤ مجدداً مع الارهاب".
وشدد صاحب مكتب العقار على ضرورة "وجود قاعدة بيانات كاملة عن كل مستأجر جديد ونعلم من هو ولمن ينتمي، واذا كان من بين العائدين من المخيمات أم لا"، مؤكداً على أن "يكون التعاون عالياً ومشتركاً، ومن سيقوم بتأجير اي منزل دون الحصول على المواقفة الامنية سيعرض نفسه للمسائلة القانونية".
اما فيما يخص جهاز الامن الوطني، وبحسب المصدر، فقد قسم المدينة الى عدة قطاعات وكل قطاع مكون من عدة احياء، مشيراً إلى أن هناك مكتباً مسؤولاً عن هذا الملف.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها شفق نيوز، فأن مديرية الامن الوطني تتابع الموضوع بحذر شديد، وقد تم تصنيف عوائل عناصر التنظيم بحسب الخطورة والمعلومات المتوفرة عنها، إذ تشير المعلومات بأن هناك عوائل مصنفة شديدة الخطورة ومن الوارد ان يتعاون افرادها مع الارهاب مرة اخرى، كما أن هناك عوائل وضعها غامض وأخرى لا خطر منها مثل العوائل التي كانت رافضة تماماً لما قام ابناؤها وكان لهم مواقف واضحة ولم يتسببوا بأي اذى لأحد.
وبحسب هذا التقسيم سيتم متابعة ملف عوائل الارهابيين ومتابعتهم داخل المدينة لضمان عدم ذوبانهم في المجتمع.
هذا وما يزال هناك مئات العائلات ممن تورط ابناءهم مع التنظيم في مخيمات النزوح وسيبقى مخيم واحد في جنوب الموصل لجمعهم فيه وذلك بعد رفضهم مغادرة المخيمات بأي شكل من الاشكال بسبب خوفهم من الثأر العشائري، كما أن هناك أيضاً بينهم مطلوبون قد يكشف امرهم بعد مغادرة المخيمات
وبالرغم من هذا التحدي فأن نينوى لديها ما يقارب 5000 شخص من المتورطين مع "الارهاب" وعوائل عناصر "داعش" المتواجدين في مخيم الهول والذين ستجبر الحكومة المحلية على استقبالهم في العام المقبل وهذا العدد من بين 31 الف شخص عالق في هذا المخيم وقد يتم نقلهم الى العراق خلال العام المقبل.