شفق نيوز/ قالت صحيفة "واشنطن بوست"، السبت، إن تحديد الجهة التي أعطت الأوامر لاغتيال الخبير الأمني هشام الهاشمي ربما تفجرّ الوضع السياسي في البلاد بشكل كبير.
وأشارت الصحيفة الأمريكية في تقرير أن اغتيال الهاشمي، تسبب في إحداث صدمة في صفوف الحكومة العراقية وكشف مخاطر المواجهة مع الفصائل المدعومة من إيران.
وذكرت تقرير للصحيفة الأميركية أن العديد من مستشاري رئيس الحكومة العراقية فوجئوا باغتيال الهاشمي، المقرب من مصطفى الكاظمي، على اعتبار أن أعمال العنف يمكن أن تصل إلى درجة قريبة من المحيطين برئيس الوزراء.
وعلى الرغم من تعهده بكبح جماح الفصائل المدعومة من إيران، إلا أن الصحيفة أشارت إلى أنه لا يزال من غير الواضح إلى أي مدى سيجرؤ الكاظمي على المضي قدما فيما يتعلق بمقتل الهاشمي.
وتضيف "بينما تجري تحقيقات في الحادث للقبض على القتلة، يقول مساعدو الكاظمي وحلفاؤه السياسيون إن تحديد الجهة التي أعطت أوامر اغتيال الهاشمي ربما تفجر الوضع السياسي في البلاد بشكل كبير".
وتنقل الصحيفة عن أحد مستشاري الكاظمي القول إن رئيس الوزراء العراقي "يريد احقاق العدالة لكن يداه مكبلتان".
ويضيف المستشار، الذي اشترط عدم الكشف عن هويته للصحيفة الأميركية بسبب حساسية الموضوع، أن "فتح تحقيق شامل في سبب حدوث ذلك، هو ببساطة أمر خطير للغاية على أي رئيس وزراء هنا".
وتتابع الصحيفة أن "مساعدين سياسيين للكاظمي بدأوا يتساءلون بصوت عال ، أي منا سيكون التالي؟، في وقت اختفى كثير منهم من الظهور على شاشات التلفاز وغادر آخرون بغداد، والذين هم موجودون في الخارج أصلا قالوا إنهم لن يعودوا لفترة من الوقت.
ويقول مساعد آخر للكاظمي إن "اغتيال هشام كان بمثابة رسالة، سمعها الجميع.. لقد أظهروا أنه بغض النظر عن مدى قربك، يمكن للفصائل الوصول إليك دائما."
تؤكد الصحيفة الأميركية أن مساعدين سياسيين للكاظمي ومراقبي حقوق الإنسان يشككون بشأن ما يمكن أن تصل إليه التحقيقات في مقتل الهاشمي.
وقال العديد من حلفاء الكاظمي السياسيين إنهم يتوقعون أن يقتصر الأمر على محاكمة جنائية للمسلح الذي نفذ عملية الاغتيال، من دون الإشارة إلى الجهة التي أعطت الأوامر ودوافعها، حسب الصحيفة.
وتنقل الصحيفة عن صحفي عراقي مقيم حاليا في إقليم كوردستان يدعى عزيز الربيعي القول: "اعتقدنا أن الأقلام والأصوات المعارضة للميليشيات كانت بداية جديدة.. أظهر موت هشام أن الدولة العراقية وقانونها مجرد حبر على ورق".
وقتل الهاشمي، وهو محلل معروف قدم المشورة للحكومة بشأن هزيمة مقاتلي تنظيم داعش وكبح نفوذ الفصائل المسلحة الشيعية الموالية لإيران، برصاص مسلحين اثنين على دراجة نارية أمام منزل أُسرته في بغداد في السادس من هذا الشهر.
ويقول بعض المقربين من الكاظمي إن القتل مرتبط بشكل مباشر بعمل الهاشمي في الآونة الأخيرة ضد الجماعات الموالية لإيران.
وأظهرت تلك الفصائل مدى تمكنها من اجتياح المنطقة الخضراء الشهر الماضي بعد أن اعتقلت القوات العراقية 14 فردا من مقاتلي كتائب حزب الله بتهمة التورط في شن هجمات صاروخية على منشآت أميركية.
فقد دخل المسلحون المنطقة بمركبات من أجل الضغط على السلطات للإفراج عن زملائهم. وتم الإفراج عن الجميع باستثناء واحد فقط في الأيام التالية.
وأخفقت مداهمة في البصرة بجنوب البلاد في شهر مايو في تقديم أي شخص للقضاء. وألقت قوات الأمن العراقية القبض على أعضاء في جماعة ”ثأر الله“ الموالية لإيران متهمين بإطلاق النار على محتجين وأغلقت مقر الجماعة.
وقالت الشرطة إنه تم إطلاق سراح المعتقلين كما أعيد فتح مكتب الجماعة.
ففي القضيتين قال القضاة إنهم لم يجدوا أدلة كافية لمحاكمة أعضاء الفصيلين المسلحين.