شفق نيوز/ أفادت وكالة ”رويترز“ للأنباء، مساء اليوم الثلاثاء، أن المخابرات التركية ساعدت العراق في اعتقال سامي جاسم مشرف المال في ”داعش“، ونائب زعيم التنظيم المتشدد السابق أبو بكر البغدادي.
ونقلت الوكالة عن 3 مصادر أمنية قولها إن ”القيادي بتنظيم داعش كان مختبئًا، شمال غرب سوريا“، في عملية تشير إلى تعاون أوثق ضد فلول التنظيم.
وقال مصدر أمني إقليمي كبير، ومصدران أمنيان عراقيان، إن ”جاسم كان في شمال غرب سوريا، وإن المخابرات التركية لعبت دورًا أساسًا في اعتقاله“.
وتحدثت المصادر شريطة عدم الكشف عن هويتها لأنها تتحدث عن عمليات سرية.
ورفض مسؤولون في الحكومتين العراقية والتركية التعليق على روايات المصادر عن اعتقال جاسم.
وكان العراق أعلن، أمس الإثنين، أن قواته الأمنية اعتقلت العراقي سامي جاسم خلال ما وصفته ”عملية خاصة خارج الحدود“، ولم يذكر تفاصيل بشأن موعد ومكان اعتقاله.
وجاسم أحد أكبر قادة داعش الذين تم اعتقالهم أحياء.
وقالت الحكومة العراقية إنه كان نائبًا لمؤسس التنظيم أبو بكر البغدادي، الذي قُتل إثر غارة أمريكية، في 2019، شمال غرب سوريا، ومساعدًا مقربًا لزعيم التنظيم الحالي أبو إبراهيم الهاشمي القريشي.
ويمكن أن يساعد التعاون الوثيق بين العراق، الذي جاء منه كثيرون من قادة ”داعش“، وتركيا، التي تحظى بنفوذ شمال سوريا، في تضييق الخناق على فلول التنظيم حتى بعد تقليص الجيش الأمريكي وجوده في المنطقة.
ويعد شمال غرب سوريا آخر معقل كبير للمسلحين الذين يحاربون الحكومة السورية.
وتتمتع تركيا بنفوذ كبير في المنطقة بعد أن أرسلت قوات في سلسلة توغلات بدأت، في العام 2016، كما أنها تدعم بعض مقاتلي المعارضة هناك الذين يقاتلون القوات الحكومية السورية.
وقال المصدر الأمني الإقليمي البارز إن ”جاسم كان في شمال غرب سوريا عندما تم اعتقاله بمساعدة قوات الأمن المحلية، في إشارة على ما يبدو إلى مقاتلي المعارضة السوريين.
وذكر المصدران العراقيان أنه ”احتجز في تركيا بعد وقت قصير من استدراجه عبر الحدود“.
وأشار أحد المصدرين العراقيين إلى أن أفراد المخابرات العراقية كانوا يتعقبون جاسم منذ شهور.
وقال المصدر الأمني العراقي الثاني إن معلومات من أحد سجناء التنظيم المتشدد الذي اعتقل، العام الماضي، ساهمت في اعتقال جاسم.
وامتنعت المصادر عن الإدلاء بتفاصيل أخرى بما في ذلك توقيت القبض على جاسم، قائلة إن ذلك سيعرض العمليات التي تجري في المستقبل للخطر.
وقد يسفر اعتقاله عن الحصول على معلومات مخابرات مهمة عن فلول تنظيم داعش الذي طُرد من ”الخلافة“ التي كان قد أعلنها عبر الحدود في سوريا والعراق قبل سنوات، لكنه لا يزال ينفذ هجمات في كلا البلدين.
وأفاد المصدران الأمنيان العراقيان، ومصدر عسكري عراقي مقرب من سلاح الطيران العراقي، أن جاسم نُقل من تركيا إلى العراق على متن طائرة عسكرية.
وعرض أحد المصادر العراقية صورة قالوا إنها تظهر جاسم أثناء نقله إلى العراق على متن الطائرة.
وظهر في الصورة شخص يرتدي حلة صفراء مغطى الوجه ويرافقه من الطائرة أفراد من الأمن العراقي يغطون وجوههم بأقنعة.
ولم يتسنَ لـ“رويترز“ التحقق بشكل مستقل من صحة الصورة.
وردًا على سؤال من الوكالة، يوم الإثنين، عن اعتقال جاسم قال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إنه لن يعلق على عمليات محددة، لكنه أشاد بالقوات العراقية التي ”تقود بانتظام وتوجه ضربات مدمرة لفلول“ تنظيم الدولة الإسلامية.
ويشير موقع برنامج (مكافآت من أجل العدالة) التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، والذي يستهدف مكافحة الإرهاب، إلى أن جاسم كان ”القائم على إدارة الشؤون المالية لعمليات تنظيم داعش الإرهابية“.
وكانت الولايات المتحدة عرضت 5 ملايين دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات عن جاسم.
وقال ”رافايللو بانتوتشي“ الزميل المشارك الكبير في مركز روسي للأبحاث الأمنية إن ”العراقيين سيحاولون -قدر المستطاع- التحقق من الشبكات والروابط التي كانت لديه في العراق، وعبر الحدود، وسيهتمون جدًا بمسألة التمويل بشكل خاص“.