شفق نيوز/ لوّح سكان قرى حوضٍ يقع في إحدى نواحي محافظة ديالى، بالنزوح الجماعي بسبب الضعف الأمني وتكرار هجمات تنظيم (داعش) على مناطقهم وآخرها يوم أمس والتي راح ضحيتها 12 شخصاً بينهم نساء، وفيما ينتقدون القيادات الأمنية لعدم تعاملها مع التهديدات بشكل جدي، يؤكد وجهاء ومسؤولون تقديم طلب بتشكيل فوج حشد عشائري منذ أربعة أعوام من دون استجابة.
ويقول أبو احمد الحيالي أحد وجهاء قرية الإصلاح التابعة لحوض (شيخ بابا) شمالي جلولاء، شمال شرقي محافظة ديالى، لوكالة شفق نيوز إن "10 قرى في حوض الشيخ بابا وجهت نداء استغاثة جديد للقيادات الأمنية وهددت بالنزوح الجماعي بعد حادثة امس التي نفذها عناصر (داعش) عبر القنص وقذائف الهاونات والتي خلفت 12 ضحية ومصابا بينهم نساء".
ويضيف الحيالي أن "قرى الشيخ بابا تعيش قلقاً ورعباً أمنياً بعد حادثة الإصلاح والعملية الإرهابية الغادرة التي استهدفت المدنيين الرافضين لوجود (داعش) وأفكاره ممن قاومه طيلة الاعوام الماضية".
ويحمّل الحيالي قوات الجيش مسؤولية الخروقات والهجمات الإرهابية لـ"عدم تنفيذها خططاً وإجراءات تحد من تحركات ومخططات عناصر التنظيم الإرهابي"، مشيراً إلى أن "اللواء 74 من الفرقة الخامسة في الجيش العراقي الذي كان يرابط سابقا في شمالي جلولاء حقق نتائج أمنية واضحة تفوق أداء لواء 51 الحالي من الفرقة الأولى لأسباب لا زالت مجهولة".
ويطالب الحيالي بـ"تشكيل فوج من الحشد العشائري من أبناء جلولاء لحماية قرى الصد من الهجمات الإرهابية والخروقات الدامية"، واصفاً خطط تأمين حوض الشيخ بابا من عمليات وقتية وتجريف للبساتين بـ"غير المجدية وتتطلب تفعيل الدور الاستخباري وتطهير محيط جلولاء من عناصر إرهابية معدودة تنفذ مخططاتها متى ما تشاء".
وعلى الرغم من تجريف آلاف الدوانم من البساتين في القرى الشمالية لناحية جلولاء أوائل عام 2021 إلا أن مسلسل التعرضات والهجمات الصاروخية عاد من جديد الى تلك المناطق، فيما لاقت عمليات التي نفذتها قوات الأمن شمالي جلولاء اعتراضات من الاهالي بسبب الخسائر المادية إلا أن البحث عن الأمان والخلاص من مصائد (داعش) وهجمات الهاونات دفع الأهالي الى قبول التجريف والخسائر الجسيمة.
وبنفس الأسباب والمطالب التي طرحها الحيالي يحذر مسؤول الحشد العشائري التطوعي شمالي جلولاء مهدي الخطاب من "نزوح جماعي لسكان حوض الشيخ بابا بسبب غياب الحلول الأمنية وإهمال الأخطار الأمنية الجسيمة".
ويكشف الخطاب لوكالة شفق نيوز عن "ورود تحذيرات ومعلومات مسبقة للأجهزة الأمنية بوجود مخطط لمهاجمة قرية الإصلاح وحوض الشيخ بابا الا ان القوات الأمنية لم تتعامل بجدية مع المعلومات ولم تتخذ إجراءات الحيطة اللازمة".
ويصف الخطاب حوض الشيخ بابا بأنه "منطقة مهزوزة امنياً وترزح تحت مخاوف الرعب الأمني وهواجس هجمات الموت التي تحيط بالاهالي" .
ويبين الخطاب أن "الأهالي والجهات المعنية قدموا طلباً بتشكيل فوج الحشد العشائري منذ عام 2018 وحتى الان الا ان تنفيذه مازال وعودا كاذبة فقط".
ويشير مسؤول الحشد العشائري إلى أن "حوض شمالي جلولاء قدم أكثر من 80 شهيداً وعشرات الجرحى منذ 2018 وحتى الآن دون أي تعويض أو دعم الى جانب إهمال الحشد العشائري وغياب الدعم والاسناد المادي والتسليحي"، لافتاً الى ان "الحشد العشائري لا يمتلك أي صفة أمنية رسمية على الرغم من دوره الكبير في مقارعة عصابات داعش منذ 2014 وحتى الان".
يذكر أن مناطق شمال شرق ديالى بين جلولاء وخانقين من جهة وحدود كوردستان من جهة اخرى تشهد ومنذ العام 2017 انهيارا وانحدراً أمنيا وهجمات شبه يومية بسبب انسحاب دور البيشمركة في المواقع الساخنة وما خلفته من فراغات تحولت الى بؤر وأوكار خطيرة لتنظيم داعش.
وأصبحت جلولاء ناحية عام 1958، ويبلغ عدد سكانها نحو 70 ألفا، وتقع على بعد 70 كم شمال مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى، وهي من المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد تشهد توترا امنيا متواصلا منذ أواخر العام 2008 وحتى العام 2014 بعد سقوطها بيد داعش آنذاك بسبب انسحاب قوات البيشمركة التي فرضت سيطرتها التامة على الوضع الأمني.