شفق نيوز/ أعلن اللواء قوات خاصة يحيى رسول عبدالله الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، يوم الخميس، القاء القبض على بعض المتورطين بالهجوم الصاروخي الذي استهدف السفارة الامريكية ومبنى جهاز الأمن الوطني العراقي وسط العاصمة بغداد، مشيرا إلى أن بعضهم على صلة بالاجهزة الامنية.
وقال اللواء عبدالله في بيان اليوم، إنّ الاعتداء الذي وقع يوم 7 كانون الأول 2023، والذي استهدف سفارة الولايات المتحدة الأمريكية ومقر ّجهاز الأمن الوطني وبعض المباني الحكومية هو اعتداء على أمن العراق وسيادته.
وشدد على أنه لا يمكن السكوت أو التغاضي عن مثل هذه الاعتداءات؛ لما تمثله من تهديد جدّي لأمن البلاد واستقرارها، وما تسببه من ضرر بسمعة العراق وكرامته، وتشكيك في مصداقيته كدولة ذات سيادة قادرة على الإيفاء بالتزاماتها الدولية وضمان سلامة مواطنيها والمقيمين فيها، ولاسيما البعثات الدبلوماسية.
كما أكد اللواء عبدالله، أن الأجهزة الأمنية باشرت بالتحقيق في الحادث للوصول إلى الجُناة وتقديمهم للعدالة، وذلك بتوجيه مباشر من القائد العام للقوات المسلحة، رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني.
وأضاف أن "أجهزتنا الأمنية، تمكنت بعد جهد فني واستخباري مكثّف، من تحديد هوية الفاعلين، إذ بيّنت المعلومات الأولية أن بعضهم، مع الأسف، على صلة ببعض الأجهزة الامنية، وبعد أن أصدرت الجهات القضائية أوامر تحرٍّ وقبض بحقهم"، لافتا إلى أن "الأجهزة الأمنية قامت بإلقاء القبض على عدد منهم، ومازالت جهود البحث والتحري متواصلة للوصول إلى كل من أسهم في هذا الاعتداء، وستطالهم يد العدالة ليمثِلوا أمام المحاكم المختصة، و ينالوا جزاءهم العادل وفقاً للقانون.
ونوه الناطق العسكري باسم السوداني إلى أن "الجهات المختصة، نجحت قبل ذلك، بالتوصّل إلى من ساعد الجناة وقدّم لهم الدعم اللوجستي للوصول إلى منطقة التنفيذ وإخلائهم منها، وتم إيداعهم التوقيف؛ بغية اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم".
وتابع بالقول إن "تجاوز العراق التحديات الأمنية، واستكماله بناء مؤسساته الدستورية وترسيخه السيادة والاستقرار، منجز قد مرّ بطريق عبّدته تضحيات شعبنا وقواتنا المسلحة، بكل صنوفها، وهو ثمرة لا يمكن التفريط بها إزاء كل التهديدات"، مشدد على أنه "لا بديل عن بسط الأمن، فالعراق مقبل على نهضة عمرانية وخدمية طال انتظارها، وإن هكذا اعتداءات لا تضرّ إلا بمصلحة العراق وشعبه".
وكان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر قد غرّد في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "X" (تويتر سابقاً)، قائلاً إن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية أنتوني بلينكن، أجرى مكالمة هاتفية مع رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، صباح أمس الأربعاء.
وأضاف أن بلينكن "رحب بإدانة العراق القوية للأعمال الإرهابية الأخيرة ضد أفراد أمريكيين والالتزام بمحاسبة مرتكبيها وحماية موظفينا في العراق وسوريا".
وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية، أن بلينكن أدان الهجوم الصاروخي الذي تعرضت له السفارة الامريكية في العاصمة بغداد.
وتعرضت السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء المحصنة وسط العاصمة بغداد فجر يوم الجمعة الثامن من شهر كانون الأول/ ديسمبر الجاري إلى استهداف بعدة صواريخ لم تسفر عن إصابات بشرية.
ويعد الهجوم على السفارة الأميركية في بغداد هو الأوّل منذ أن بدأت الفصائل المسلحة منتصف تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، شنّ هجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ ضدّ القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا تزامنا مع حرب إسرائيل على حماس بعد هجومها في السابع من أكتوبر.
وتوقفت الهجمات خلال هدنة استمرت أسبوعا بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، لكنها استؤنفت عقب انتهاء تلك الهدنة مطلع كانون الأول/ ديسمبر الجاري.
ويتمركز 900 جندي أميركي في سوريا و2500 في العراق في مهمة تقول الولايات المتحدة إنها تهدف إلى تقديم المشورة لقوات محلية ومساعدتها في محاولة منع تنظيم الدولة من معاودة الظهور بعد أن استولى في 2014 على مساحات شاسعة في العراق وسوريا قبل دحره.