شفق نيوز/ أفادت وزارة الداخلية العراقية، الثلاثاء، بوجود من اسمتهم "مجموعات إجرامية خطرة" في ساحة التحرير، مركز الاحتجاجات وسط العاصمة بغداد.
وذكر بيان للوزارة ورد لوكالة شفق نيوز. "رصدت اجهزتنا الامنية خلال الساعات المنصرمة وفي ضوء نتائج التحقيق الاولية في أحداث ليلة الاحد - الاثنين مجموعات اجرامية خطرة في ساحة التحرير تسعى لصنع الفوضى وعبر ضرب المتظاهرين من الداخل وافتعال الصدامات مع الاجهزة الامنية التي تهدف الى حفظ امن الساحة وحق التعبير السلمي عن الرأي".
واضاف "نجدد التأكيد على توجيهات القائد العام للقوات المسلحة بعدم استخدام الرصاص الحي مع المتظاهرين لاي سبب كان، وقد صدرت توجيهات مشددة بهذا الشأن".
وقالت مصادر أمنية وطبية امس الاثنين إن ما لا يقل عن متظاهرين لقيا حتفهما نتيجة اشتباكات وقعت بين محتجين وقوات الأمن في وسط بغداد ليل الأحد.
وهذه أول واقعة تشهد سقوط قتلى منذ شهور في ساحة التحرير التي تحولت لرمز للاحتجاجات المناهضة للحكومة خلال اضطرابات دامية استمرت شهورا العام الماضي.
وبدأ المحتجون مسيرة من ساحة التحرير إلى ساحة الطيران القريبة مرددين هتافات عن تفاقم انقطاع الكهرباء خلال موجة حارة بالعراق تجاوزت فيها درجات الحرارة 50 درجة مئوية.
وقالت الشرطة ومسعفون ومحتجون إن قوات الأمن حاولت احتواء المسيرة وأطلقت الغاز المسيل للدموع. وذكر مصدر أمني أن المحتجين ألقوا الحجارة والقنابل الحارقة على القوات.
وقال محتجان شاركا في المسيرة وعلي بياتي عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق إن قوات الأمن أطلقت أعيرة نارية لتفريق الحشد.
وقال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في كلمة عبر التلفزيون امس الاثنين إن الاحتجاجات ”حق مشروع وإن قوات الأمن لا تملك الإذن بإطلاق الرصاص ولو رصاصة واحدة في اتجاه المتظاهرين“، وأضاف أنه فتح تحقيقا وطلب الاطلاع على نتائجه في غضون 72 ساعة.
وقال المتحدث العسكري يحيى رسول إن أوامر مشددة صدرت لقوات الأمن بعدم استخدام القوة ضد المحتجين إلا في حالات الضرورة وأضاف أن تحقيقا سيجرى فيما حدث.
وقال مسعفون في مستشفيين في بغداد إن رجلين أصيبا في الرأس والعنق بعبوات الغاز المسيل للدموع وتوفيا مساء الاحد، متأثرين بجراحهما. وقالت الشرطة إن أكثر من 26 محتجا أصيبوا كما لحقت إصابات طفيفة بعدد من أفراد قوات الأمن.
وتفجرت أكبر احتجاجات مناهضة للحكومة منذ عقود في أكتوبر تشرين الأول الماضي واستمرت عدة أشهر، وطالب خلالها مئات الآلاف من العراقيين بوظائف وخدمات وإبعاد النخبة الحاكمة التي يقولون إنها فاسدة. وقتل نحو 500 شخص في هذه الاحتجاجات.
وأدت الاحتجاجات إلى استقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الذي حل محله في مايو أيار الكاظمي، وهو رئيس سابق للمخابرات.
واستؤنفت مظاهرات متقطعة في الأسابيع القليلة الماضية بعدة محافظات عراقية، وخرج أحدثها للاحتجاج على انقطاع الكهرباء.