شفق نيوز/ أعلنت وزارة الداخلية العراقية، يوم الاثنين، عن حصيلة جديدة للعملية الأمنية والخدمية الواسعة والمستمرة في منطقة البتاوين وسط العاصمة بغداد، وتستهدف مخالفين لشروط الإقامة ومتاجرين بالمواد المخدرة وعصابات الإتجار بالبشر ومكاتب الدعارة.
وقال الناطق باسم الداخلية، وخلية الإعلام الأمني، العميد مقداد ميري، لوكالة شفق نيوز، إن "العملية الأمنية الجارية في منطقة البتاوين، شهدت القبض على 618 متهماً في أحدث حصيلة للعملية المستمرة لفرض الأمن وتطبيق القانون".
وأضاف العميد ميري، أن "هذه العملية ترافقها حملة خدمية واسعة، تتضمن فتح عدد من الشوارع، لإعادة الحياة إلى هذه المنطقة التراثية".
وأُخضعت منطقة البتاوين، يوم الخميس الماضي، لعملية أمنية وخدمية هي الأوسع منذ سنوات، رفعت عبرها الغطاء عن "عالم سفلي" للدعارة وصناعة وتجارة المخدرات، والجريمة المنظمة.
وتقع منطقة البتاوين وسط بغداد، على بُعد بضعة أمتار من نصب الحرية، بين شارع "أبو نواس" الشهير ونهر دجلة غرباً، وتحدها ساحة التحرير شمالاً، ومنطقة الكرادة جنوباً، وتتمركز في وسطها أشهر دور السينما والفنادق والمحال التجارية والشركات الضخمة بمختلف أنواعها، القائمة على جانبي شارع السعدون الذي يقطعها ممتداً من ساحة الفردوس الى ساحة التحرير، وتتوسطها ساحة النصر التي تمثل أكبر تجمع للاختصاصات الطبية في البلاد.
وكان حي البتاوين يمثل أيقونة التنوع السكاني المتعايش في المجتمع العراقي، فاليهود إلى جانب المسيحيين والمسلمين والكورد شكّلوا ملامحه. لكن سرعان ما أخذ سكانه الأصليون بالهجرة بداية تسعينيات القرن الماضي، حين بدأ الحصار يعصف بالعراق. فتحولت المنطقة إلى سكن للشباب الوافدين من بقية المحافظات بحثاً عن العمل، بعدما لم يتبقّ فيها سوى بعض سكانها الأصليين.
أما أصل تسمية البتاوين بهذا الاسم، فقد جاءت من كلمة (ألبتة) وهي قرية من قرى مدينة الحلة وقد هجرها بعض أهلها ليستوطنوا في بغداد، لذلك كان يطلق عليها منطقة البتاوين نسبة إلى أهل البتة الذين سكنوها ومارسوا الزراعة على أرضها.